محادثات مسقط بشان المحتجزين اغرب جولة محادثات .. هل فشلت ام افشلت..؟
يمنات – خاص
اعلن السبت 6 يوليو/تموز 2024 انتهاء المحادثات اليمنية في ملف المحتجزين، التي استضافتها العاصمة العمانية، مسقط، لمدة اسبوع.
واعلن طرفا الصراع انتهاء المحادثات دون الاشارة إلى اتفاق قابل للتنفيء، باستثناء الحديث عن تبادل كشوفات المحتجزين، تمهيدا لجولة قادمة.
تصريح فضائل
وقال ماجد فضائل ناطق وفد الحكومة المعترف بها دوليا: اختتمنا اليوم الجولة التاسعة للمشاورات بشأن المحتجزين والمعتقلين التي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط خلال الأيام الماضية. موضحا ان المشاورات حققت بعض الاختراقات المهمة في ملف المختطفين والمخفيين قسرا. مبينا انه تم الاتفاق على ان تعقد جولة تكميلية قادمة خلال شهرين، يسبقها تبادل كشوفات المحتجزين والمختطفين والتقارب حولها برعاية مكتب المبعوث الأممي الى اليمن. متهما الطرف الآخر “الحوثيين” على افشال اي تبادل في هذه الجولة، معتبرا انهم لا يقيمون للاسرى وعائلاتهم وزن.
تصريح المرتضى
من جانبه قال عبد القادر المرتضى، رئيس وفد سلطة صنعاء: استكملنا اليوم في العاصمة العمانية مسقط جولة المفاوضات على ملف الأسرى برعاية الأمم المتحدة. موضحا انه تم الاتفاق على بعض النقاط، أهمها حل الإشكالية على محمد قحطان، وكذا تبادل بعض من قوائم الأسرى. مشيرا انه نظراً لضيق الوقت تم الاتفاق على استئناف المفاوضات بعد شهرين، على أن يركز الطرفان إهتمامهما خلال هذه الفترة على استكمال رفع الكشوفات واعتمادها حتى انعقاد الجولة المقبلة.
صمت اممي
ولم يصرح مكتب المبعوث الاممي او اللجنة الدولية للصليب الاحمر، اللذان تراسا المحادثات، حول انتهاء الجولة، فيما لم تعلق وزارة الخارجية العمانية التي رعت المحادثات.
لا اتفاق
ومن تصريحا فضائل والمرتضى يتضح ان جولة المفاوضات لم تخرج بنتائج يمكن ان تجعل من المحادثات ناجحة، في حين لا يمكن القول بفشلها، لانها رسمت خطوط عريضة لجولة قادمة بعد شهرين، ان التزم بها الطرفين.
نتائج لا يعتد بها
واهم ما خرجت به هذه الجولة من المحادثات تحديد التبادل بالقيادي الاخواني محمد قحطان، في حال ان كان ما يزال على قيد الحياة، او في حال كان قد توفى، لكن عدم الكشف عن مصيره يجعل هذا المخرج ضئيلا، اما تحديد موعد جولة مقبلة، فلا يعتد به، كون تحديد المواعيد قد حصل في جولات سابقة، ولم تنفذ، في حين ان تبادل الكشوفات هو الاخر لا قيمة له، فالكشوفات هي ذاتها التي تناقش منذ جولة سويسرا التي عقدت في سبتمبر/ايلول 2020، والتي اسفرت عن أكبر عملية تبادل حتى الآن، حيث بلغ المفرج عنهم اكثر من ألف محتجز من مختلف الاطراف، وما استجد في كشوفات محادثات مسقط هم محتجزين من المواجهات التي حصلت بعد محادثات سويسرا.
اغرب جولة تفاوض
وبهذه النتائج المتواضعة جدا، فإن جولة المحادثات كانت قد انتهت بالاعلان عن تحديد التبادل مقابل القيادي الاخواني محمد قحطان في اليوم الثالث من المحادثات، لعدم وجود ما اتفق عليه بعد اعلان انتهائها، ما يجعل هذه الجولة اغرب جولة محادثات، حيث اعلن عن انتهائها في وقت كانت الجلسات ما تزال مستمرة، واعلان التبادل مقابل قحطان دون الكشف عن مصيره.
رصاصة اليدومي
بدا واضحا بعد تحديد التبادل مقابل مقابل محمد قحطان ان التجمع اليمني للاصلاح “اخوان اليمن” غير راض عن المحادثات، حيث شن ناشطيه وصحافته حملة ضد وفد الحكومة المعترف بها دوليا في المحادثات، واعتبروا ان ما حصل اشبه بالمهزلة، ليس ذلك فحسب بل ان محمد اليدوي رئيس الهيئة العليا للتجمع قال في تغريدة على حسابه في موقع إكس، الخميس 4 يوليو/تموز 2024، ان ما حصل في مسقط كان لقاء للحوثيين تحدثوا فيه بلغة واحدة. متمنيا ان يكون للشرعية من يمثلها في ذلك اللقاء. وفي ذلك اشارة واضحة ان حزبه لا يعترف بالوفد الذي يفاوض من طرف (الشرعية) بمبرر انهم صاروا يتحدثون بمنطق انصار الله “الحوثيين”، ما عده مراقبون بانه اعلان انتهاء للمباحثات قبل اعلان انتهائها، نظرا لما يتمتع به تجمع الاصلاح من ثقل داخل الحكومة المعترف بها دوليا، والذي يعني انهم سيعيقون اي تبادل يتفق بشأنه، من خلال المحتجزين الموجودين في سجونهم.
الاصلاح غير راض
كما يستشف من تغريدة اليدومي ان غير راض عن ما تم التوصل إليه من اتفاق حول قحطان القيادي في التجمع اليمني للاصلاح، وان ذلك الاتفاق لا قيمة له، كون التبادل حدد بمحتجزين او جثث من جبهة مارب التي تقع ضمن نفوذ القوات المحسوبة على تجمع الاصلاح. ومن هذا الباب فإنه يمكن اعتبار ما تم التوصل إليه في محادثات بشأن قحطان، غير قابل للتنفيذ، ما يجعل من المحادثات فاشلة، لان النتيجة الوحيدة التي تم التوصل إليها غير ممكنة التنفيذ، وان لم يقال ذلك صراحة.
امتعاض
ذهب الطرفان إلى محادثات مسقط في ظل امتعاض اخواني، فالوفد الحكومي لم يضم هادي هيج الذي يراس المؤسسة المعنية بالمحتجزين، وهو محسوب على تجمع الاصلاح او مقرب منه، ما اثار حالة امتعاض لدى قيادة التجمع، لكنها لم تصرح بذلك، وانتظرت اللحظة المناسبة لتطلق رصاصة الرحمة على الوفد، بقول اليدومي ان (الشرعية) غير ممثله.
من يقف خلف الرفض السابق..؟
وقبل ذلك كانت الحكومة المعترف بها دوليا قد رفضت الذهاب لمحادثات مسقط، ليتضح لاحقا ان تجمع الاصلاح كان هو من يقف خلف ذلك، يتضح ذلك من تغربدة اليدومي، لكن الذهاب إلى مسقط يبدو انه تم بضغوط سعودية، اجبرت تجمع الاصلاح على القبول عن مضض، ليظل متربصا للحظة اطلاق رصاصة الرحمة على المحادثات.
هدوء واتهام
باعلان انتهاء المحادثات بدا الحوثيون اكثر دبلوماسية عندما تحدث المرتضى عن اتفاقات بلهجة هادئة، فيما وجه الوفد الحكومي اتهامات للطرف الآخر بتعمد افشال التبادل، رغم ان عضو الوفد خالد فضائل حاول ان يظهر هادئا من خلال حديثه عن اتفاقات حصلت في المحادثات.
آمال احبطت ونقطة امل ضئيلة
وبانتهاء محادثات مسقط دون التوصل لاتفاقات قابلة للتنفيذ، فإن الآمال التي علقت عليها لتكون بداية للسير في طريق السلام احبطت، ما يعد مؤشرا على ان الحرب الاقتصادية التي بدات في مارس/آذار 2024 ستشهد تصعيدا خلال الايام القادمة، ما لم يكن هناك مسارات اخرى لوقفها عبر محادثات معلنة او غير معلنة في الملف الاقتصادي، باعتباره مرتبطا بالجانب الانساني، الذي عقدت محادثات مسقط لنقاشه، او ممارسة ضغوط من الفاعلين الاقليمين لوقف الاجراءات المتبادلة من الطرفين في الجانب الاقتصادي، وتبقى الانفراجة التي حصلت في ازمة اليمنية هي نقطة الامل الوحيدة، لكنها تظل ضئيلة، لا يمكن الركون عليها في السير نحو بناء مسار للسلام.
تفكك وتقارب
ويمكن القول ان الحكومة المعترف بها دوليا ظهرت في محادثات مسقط مفككة، فيما بدت السعودية الداعم الرئيسي لها تقترب او تتقارب مع انصار الله “الحوثيين”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا